" عمر "
العشر الأوخر من رمضان 1432 هجريا أوشكت عقارب الساعة إن تلتقي عند رقم "12" معلنة منتصف الليل ، تنشط الصفوف الخاملة التى كانت تراقب حركة الوقت في تراخي ، بينما تتزايد أعداد الوافدات إلي خيمة النساء بحثا عن مكان خالي فتتعالى الأصوات كثيرا و تتلاشى نادرا ، حتى يأتينا الصوت الخفيض "استوا" فنهب من فورنا متأهبات لبدء صلاة التهجد حريصات علي استواء الصف وسد الفرج إلا من مساحة صغيرة خالية بيني وبين صديقتي التى تجاورني في الصف قد تتبدل الصديقة مع اختلاف الليالي لكن تبقى المساحة الصغيرة في انتظار صاحبها الذي لا يتبدل و لا يتغير فقط تأخر الليلة قليلا . توشك الركعة الأولى أن تنقضي و نحاول إن نقلل المساحة فيما بيننا حرصا علي استواء الصف ، ومع بداية الركعة الثانية نشعر بيد صغيرة توسع لها مكانا فيما بيننا ، دون أن يلتفت لأحد أو يحدث ضجيجا واقف في خشوع وهدوء يطول الوقوف بنا و نرى من المصليات من جلسن تعبا و أرهاق لكنه يبقى واقفا لا يلتفت إلي لهو بعض الصغار في الممر الموجود بين الصفوف ولا يحدث حركة من شأنها تشتيت انتباه المصليات ، يسلم الأمام فلا يزيد ترحبيا با...