لم تكن المرة الأولي التي يوقظني فيها صوت المطر فمنذ سنوات أصبحت معتادة علي ذلك. منذ احترفت الانتظار وكثيرات هن مثلي ألقاهن في اليقظة والأحلام. نساء يشبهن النساء. يرتدين مثلهن ويتحدثن أحاديثهن. تحن العطور إليهن و يأبين الوصل .يمشطن شعورهن بلا زينة وتكتحل عيونهن بالسهد والأرق .عندما يتخلي عنهن حتى النوم. في ليل الشتاء البارد. يدق المطر سمعهن وتعصف بهن رياح الوحدة ولا يبقي لهن إلا الذكريات ونيران المدفأة التي سرعان ما تخبو مع انفلات حبات العمر بلا عودة. ولا يعرفن ماذا يفعلن غدا غير الانتظار الأبدي؟؟. أتذكر؟؟!! كيف كان الشتاء موسم البهجة يوما ..!! هل هو نفس الشتاء ؟؟ ..أم أن المطر أنكرنا ؟؟!! هو المطر الذي طلب ودنا ذات يوما.أصبح اليوم أشد الأعداء حين افترقنا. ما أقساه حين يبدل موقفه منا ؟؟ كان يمكنه أن ينسانا ويكتفي ؟؟ لماذا يأتي ليعذبني .؟؟ لماذا لم يرحل مع أشيائك الأخرى مقعدي بجوارك ، زجاج تبلله قطرات المطر ، والعابرون أمامنا يفرون من هجوم الشتاء المباغت ، فنجان قهوتك الساخن، دخان سيجارتك الذي يهاجمني فتدمع عيناي .الآن...
تعليقات
إرسال تعليق