المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٢

" عمر "

صورة
العشر الأوخر من رمضان 1432 هجريا أوشكت عقارب الساعة إن تلتقي عند رقم "12" معلنة منتصف الليل ، تنشط الصفوف الخاملة التى كانت تراقب حركة الوقت في تراخي ، بينما تتزايد أعداد الوافدات إلي خيمة النساء بحثا عن مكان خالي فتتعالى الأصوات كثيرا و تتلاشى نادرا ، حتى يأتينا الصوت الخفيض "استوا" فنهب من فورنا متأهبات لبدء صلاة التهجد حريصات علي استواء الصف وسد الفرج إلا من مساحة صغيرة خالية بيني وبين صديقتي التى تجاورني في الصف قد تتبدل الصديقة مع اختلاف الليالي لكن تبقى المساحة الصغيرة في انتظار صاحبها الذي لا يتبدل و لا يتغير فقط تأخر الليلة قليلا . توشك الركعة الأولى أن تنقضي و نحاول إن نقلل المساحة فيما بيننا حرصا علي استواء الصف ، ومع بداية الركعة الثانية نشعر بيد صغيرة توسع لها مكانا فيما بيننا ، دون أن يلتفت لأحد أو يحدث ضجيجا واقف في خشوع وهدوء يطول الوقوف بنا و نرى من المصليات من جلسن تعبا و أرهاق لكنه يبقى واقفا لا يلتفت إلي لهو بعض الصغار في الممر الموجود بين الصفوف ولا يحدث حركة من شأنها تشتيت انتباه المصليات ، يسلم الأمام فلا يزيد ترحبيا با

بيتي ..عائلتي ...مسجدي (1)

صورة
خطوة واحدة وتنتقل إلي ما وراء هذا العالم ، كل ما يفصلك عن عالمك الذي تعرفه بكل ما فيه من وجع و ألم وكبد ومعاناة ساتر من القماش السميك ، هنا وقبل إن يصطف الجميع صفا ، يلتفون في ألفة ومحبة لا تعرفها إلا في موضعا كهذا ، تتلاشى الفوارق ، تختفي الخلافات. أخلع دنياك مع نعليك وتعالى إلي جنة الأرض . هنا المحبة في الله والأنس به ، يبتسم الجمع مرحبين بالغريب والقريب يسائلون عن الغائب يسهرون علي المريض ، يداعبون الصغار ..تتباين النقاشات تختلف الأراء ويبقى الود هنا بيتي ....عائلتي ...مسجدي

حكايات زمان

صورة
منذ عدة أعوام كنت أشرف على تربية عصفور صغير من النوع الأسترالي ، كنت مفتونة بمراقبته والحديث إليه ، لكن يحزنني بشدة وجوده داخل القفص حتى إنني سألت صديق لي ذات يوم : ماذا عن إطلاق صراحه ؟؟ فأخبرني إن هذا ربما يؤدي إلى موته فهذا النوع من العصافير لا يعيش في بيئة حارة كبيئة مصر ، و ذات يوم وأنا أقوم بتنظيف قفصه لم أحسن أغلاقه فغافلنى وأطلق للرياح جناحيه، لا أدري لماذا لاحقته عدو في الشارع أراقبه في لحظات حريته المعدودة وكأنني مثله أتوق للطيران حتى لجأ إلي شجرة ليست بعالية فعاونني أحد الصبية في الشارع وعدت به إلي قفصه ، جلست أراقبه من جديد وأنا لاأنسى لحظات حريته المعددوة تلك التى إنطلق كلانا فيها بلا تفكير وربما انشغل هو أيضا بتلك اللحظات و لكنها اصابته بالحزن فرحل عن الحياة بعد عدة أيام ، ربما كانت علاقتي به لا تعنى له شيئا وكان يفضل الحرية علي الأستماع إلي لذا قررت إن أمتد بي العمر و قمت علي تربية أي كائن حي إن لا يكون عصفورا بل كائن يتمتع بحريته مثلي ، و الأهم أنني عاهدت نفسي إن لا أدنو من أحد دون رغبته مهما كانت سعادتي بالقرب منه ، فسعادتي ليست محور الكون أنا لست ال