حكايات زمان

منذ عدة أعوام كنت أشرف على تربية عصفور صغير من النوع الأسترالي ، كنت مفتونة بمراقبته والحديث إليه ، لكن يحزنني بشدة وجوده داخل القفص حتى إنني سألت صديق لي ذات يوم : ماذا عن إطلاق صراحه ؟؟ فأخبرني إن هذا ربما يؤدي إلى موته فهذا النوع من العصافير لا يعيش في بيئة حارة كبيئة مصر ، و ذات يوم وأنا أقوم بتنظيف قفصه لم أحسن أغلاقه فغافلنى وأطلق للرياح جناحيه، لا أدري لماذا لاحقته عدو في الشارع أراقبه في لحظات حريته المعدودة وكأنني مثله أتوق للطيران حتى لجأ إلي شجرة ليست بعالية فعاونني أحد الصبية في الشارع وعدت به إلي قفصه ، جلست أراقبه من جديد وأنا لاأنسى لحظات حريته المعددوة تلك التى إنطلق كلانا فيها بلا تفكير وربما انشغل هو أيضا بتلك اللحظات و لكنها اصابته بالحزن فرحل عن الحياة بعد عدة أيام ، ربما كانت علاقتي به لا تعنى له شيئا وكان يفضل الحرية علي الأستماع إلي لذا قررت إن أمتد بي العمر و قمت علي تربية أي كائن حي إن لا يكون عصفورا بل كائن يتمتع بحريته مثلي ، و الأهم أنني عاهدت نفسي إن لا أدنو من أحد دون رغبته مهما كانت سعادتي بالقرب منه ، فسعادتي ليست محور الكون أنا لست الكائن الأهم ، سأطلق جناحي و أعدو نحو حلمي وكذلك سيفعل الأخرون ، 
ليسعد الجميع علي طريقتهم لا علي طريقتي.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مــواسم المطــر ...(5) ..قوس المطر

عداء الطائرة الورقية