الجنوبي


منذ ما يزيد علي عامين انتهيت من قراءة هذا الكتاب ، أنا التى تؤمن بأن الأشياء تأتي علي قدر ،،
التقطه مصادفة لا أعرف عن الكاتبة سوى إنها زوجة " أمل دنقل " وكفى بالأسم حين تتضائل الألقاب ، سطور كتبتها زوجة عن زوجها الراحل تأبينا له أو تخليدا لقصة حبهما ،
في البدء كان أمل دنقل وشعره المتفرد الخالد ، صوته الحياني ، كبريائه ، تأريخه لجيل كامل ، و لخوفي إن تنهار صورته كانت زوجته هي الأختيار الأمثل إذا لأستكمال الصورة الأسطورية ،، لكن هذه المحبة جاءت بكل ما خالف توقعاتي
هي تسرد عيوبه وتسهب في وصفها لكن بين السطور ترى جملة واضحة " من أجل هذا احببته " ، أحببت عيوبه التي قد ينفر البعض منها ، تخلع عنه تاج المبدع تعيده أنسان عادي غير أنه المحبوب الذي تحول من ابن الطين إلي كائن نوراني ، تتحدث عن عاداته اليومية فتري فيها عبقرية وتفرد ،
أكاد أغار من " عبلة الرويني " ويهتف القلب هذا هو الحب الذي أريد ، رجل أحبه حد التشبع لا يهم إن لم يكن لنا بيت واحد نستقر به ، ما أحوجنى إلي بيت بين أضلاعه و روحه الطيبة هي سقفي و رفقتي ،
رجل أعشق عيوبه أراها بوضوح لكنني أعشقها ،،
كنت بحاجة لهذه السطور لأعيد تعريف الحب ، لأسعى لأستكشافه ، لأزيل عن القلب الصدأ لأحيا معهما قصة الحب الناردة ، بل أصدق ما قرأت عن الحب
وحين تنتهى الصفحات لا أشعر إن القصة انتهت ، مازلت أذكر مشاعري وقتها كنت أبحث عن الصفحة ما بعد الأخيرة ، فهذا الحب الذي لا ينتهي كيف تكون له صفحة أخيرة ،
أذكر يومها السطور التى كتبتها لأمل دنقل " لا تنهى قصتنا بصفحتك الأخيرة ، و لاتمت بعيني أو بين السطور"

إلي روح أمل دنقل و حبيبته و إلي ما بين السطور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مــواسم المطــر ...(5) ..قوس المطر

عداء الطائرة الورقية