سكــر ♥نبــــــات...................الحلقة الرابعة


 
قضيت في غرفتي بعض الوقت حتى أتناسي ما حدث وأفكر في طريقة أتعامل بها مع  مروان تمنيت لو أنه لم يأت معهم فقد بدا كنغمة شذت من لحن رائع وساحر .... في النهاية .قررت أن أتجاهل مروان وأحاول الخروج

بدا تواجدهم في صالة المنزل كاجتماع عائلي رائع أكتمل بغياب السيدة أمينة وابنها ..كان مؤشرا جيد بالنسبة لي لكن لماذا لم يصطحبوا مروان معهم ؟...... ألقيت علي الجميع التحية وهممت بالجلوس مع جدتي وخالي وزوجته إلا أنني سمعت أسمي فتوجهت صوب الصوت فإذا بمروان يناديني ..نظرت إليه بدهشة تجاهلها
- ألم تسمعيني ؟...يجب أن تزوري طبيب أذن جيد
أي جنون هذا أيمازحني هذا الأحمق ...لم أود أن أجيبه وشرعت في الجلوس بجوار جدتي عندما طلب مني زياد الجلوس معهما لم أدري ماذا أفعل بجلوسي معهما فكلاهما مشغول بحاسبه الشخصي   لكنني أطعت زياد وتوجهت إلي حيث مجلسهما
كان زياد مشغول في حقيقة الأمر أما مروان فترك حاسبه ونظر إلي مستنكرا
- لما أتيت الآن ...لا تودين الجلوس معي ..سأقوم أذن
 لم أرد  عليه هذه المرة  أيضا

-يسعدك انصرفي ...أليس كذلك ؟؟!!........أذن لن انصرف
وأتبع عبارته بضحكة عالية  تردد صدها في الشقة كلها وأصبتنا جميعا بعدوي الضحك
- لا تغضبي منه يا سارة ....قالها زياد وهو ينحي حاسبه المحمول جانبا
كنت غارقة في الضحك ولم أجيبه كنت أفكر في مروان وأفعاله الغريبة  ..كان يضحك كما يغضب كطفل صغير
ولأنه طفل- وأن حملت ملامحه كل علامات الرجولة - سامحته وتناسيت ما حدث منه  لكني لم أستطيع أن أخمن سببه

اكتست ملامح زياد بجدية مبالغة وهو يحدث مروان
- علي كل حال  لقد وجدت لك حل لمشكلتك
- أي مشكلة ليس لدي أي مشاكل
- مشكلتك مع النجوم يا مروان ..هل نسيت إنك لا تستطيع النوم دون  مراقبة النجوم  وعدها ..؟؟!
أرتفع ضحكي وحدي هذه المرة بينما عقد مروان يديه أمام  صدره منتظرا أن يكمل زياد سخريته منه 
- أثناء محادثتك التليفونية الهامة يمكنك أن تدعي بأنك انتهيت من عد النجوم وشرعت في عد ورق الشجر
تخيلت أنني علي وشك متابعة مشاجرة طفليه لرجلين يكبراني بعدة سنوات لكنهما  لم يفعلا بل ابتسم مروان  وأومأ برأسه مؤيدا للفكرة ومؤكدا أنها فكرة جيدة
وتعالت ضحكاتي ودهشتي عندما  شرع مروان في إلقاء محاضرة هزلية علينا في الحب وأحواله وقوانينه ..وختمها متوجه بالحديث إلي وملقيا بيت من الشعر

الحب ليس رواية شرقية
في ختامها يتزوج الأبطال

بدت الكلمات مألوفة لدي فبدت كلماتي تساؤلا أكثر منه إقرار …- نزار قباني
نظرا مروان لي ساخرا ..- طبعا الفتيات لا يعرفنا غير نزار قباني لسبب بسيط ..أغاني كاظم الساهر
نظرت إليه متحديه لاستهانته بي- نحن ندرس الشعر والبلاغة بالمدرسة
بدا مروان مصمما علي استفزازي  وهو يؤيد دفاعي…- نعم  أدري …جرير يهجو الفرزدق
لم يتدخل زياد هذه المرة  لوقف الشرار بيننا ربما سأم منا أو توقع إن ينتهي الأمر بسلام …وهذا ما حدث عندما تدخلت  زوجة خالي التي انضمت لمجلسنا وتدخلت في الحديث لتغيير وجهته
- لكن لم تقل لنا يا مروان ماذا يفعل الإبطال في نهاية الرواية أذن إذا لم يتزوجوا

قلب مروان شفته السفلي وهو يجلس ..- لا ادري حتى الآن
بينما رفع زياد يده اليمنى التي تزينت بدبلة فضية …- علي الأقل يفعلون ذلك في روايتي..
رغم افتتاني  بزياد منذ رؤيته لم تزعجني هذه المعلومة التي تعني أن  الفارس ينتمي لأميرة  أخري ..لكنني دهشت لهذا السرور الذي غمرني وأنا أتأمل يده وارسم في مخيلتي صورة لفاتنة تكون جديرة بهذا الفارس.

اصطحبتني زوجة خالي إلي المطبخ بدعوي أعداد العشاء في هذا الوقت المبكر ربما أرادت تفادي مشادة آخري يمكن ادخارها للغد
كانت زوجة خالي سيدة منزل من الطراز الأول تزين أي مكان تحل به كما تعاملت في المطبخ كأمهر الطهاة  وسعدت جدا بأن أكون مساعدها الخاص أثناء أعداد الطعام تجاذبنا أطراف الحديث وشعرت أن  زوجة خالي – السيدة ليلي – لا يعجبها تدخل السيدة أمينة –جارتنا – في شئون المنزل طالما  في البيت نساء يستطعن أدارة شئون المنزل  .راقتني هذه الرغبة التي لم تبدو من تصرفاتها أثناء وجود السيدة أمينة بيننا لكنها أشارات أنها لا تحب إحراج أحد ..وحتى أن أرادت ذلك فسوف أكون في صفها فأنا أيضا أريد إقصاء السيدة أمينة وولدها فلم يسبق أن تملكني  هذا الشعور بالنفور من أحد مثلما أنفر من وجودها ولا أدري لهذا الشعور سببا

كان عشاءا هادئا تخلله بعض الأحاديث العائلية  ولم يحضره جيراننا علي غير المتوقع لكنهما انضما للتجمع بعد العشاء  ففكرت في اللجوء إلي غرفتي اتقاء محادثتهما لكن مروان أخذ ادهم وتوجها للشرفة – هذا كان أسم جارانا الشبح – بينما انضمت السيدة أمينة لجدتي وخالي وزوجته وبقيت مع زياد ولم أشاء  إضاعة هذه الفرصة  للحديث مع زياد والاستمتاع بصحبته
قضينا الوقت في مشاهدة صور زياد وخطيبته علياء التي كانت اقرب ما يكون للأميرات وعلمني زياد كيفية استخدام برنامج الفوتوشوب في عمل بعض التصميمات البسيطة….و  لأول مرة منذ أتيت لمنزل جدتي وأكسر قاعدة  هامة وهي موعد النوم الثابت لم أكن وحدي بالطبع لقد كسرها الجميع حتى جدتي لكن هذا لم يمنعها من التخلي عن عادتها في القراءة قبل النوم فلم تريد  تخفيف الإضاءة قليلا حتى أتمكن من النوم وأخذت أفكر في أحداث هذا اليوم الغريب الذي تدثرت به بدثار العائلة ودفئها ربما للمرة الأولي في حياتي ..دفء كفيل بإسعادي  لأيام قادمة ..لكنني تذكرت ما عكر صفوي لقد نسيت صغيرتي سلوى ولم أطمئن عليها قبل انصرافها لابد أنها غاضبة مني ..وعزمت علي أن أنتظرها من الصباح الباكر مهما كانت الظروف لا يجب أن أنسي سلوى أبدا


يتبع












تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مــواسم المطــر ...(5) ..قوس المطر

عداء الطائرة الورقية