سَكــر ♥نَبــــــات.....الْحَلْقَة الْسَّادِسَة

تأهب الجميع لملاقاة علياء وعائلتها و لأنني ما تغلبت بعد علي رهبتي من ملاقاة الغرباء فقد حاولت أخفاء توتري وتمنيت أن يصدق ظني وتطابق علياء الصورة المرسومة في خيالي لها وساعدتني في رسمها مكالمتنا الهاتفية القليلة . فقد بدت رقيقة ومحبة تمنيت أن لا تكون رقتها واسترسالها في الحديث شيء من المجاملة لزياد وابنة عمته التي هبطت فجأة عليهم...

لكنني بمجرد رؤيتها اكتشفت أن صورة خيالي باهتة وخالية من الروح مقارنة بعلياء حتى سحر الخيال وجاذبيته تفوقت عليه وكانت بحق جديرة بهذا الفارس آسر الأبصار والقلوب..وكانت والدتها وأختها لا يقلون عنها طيبة ووداعة بدت عائلتهم منسجمة وسعيدة ولابد أن يكون والدها شخص رائع أيضا ..هكذا أصبح لدي –فجأة- نماذج لأسر سعيدة ومتفاهمة


أم موعدي الأغرب الذي جاء علي غير انتظار فكان لملاقاة الوجه الأخر من الحب ..كان كل ما يحيط بزياد وعلياء يبوح بحقيقة الحب ويصرح بكونه مصدر للسعادة حتى صمتهما تحول لأقوي مفردات اللغة تعبيرا عن الحب..هكذا رأيت أنا التي مازلت أعاني من سياط الغرام الجنوني الذي ما اختبرته يوما لكنني تذوقت مرارة كأسه بعد أن انتهي أبواي من شهده

كل أنثي تتمني أن تعتلي عرشها الأهم والأغلى ..قلب رجلا تهواه لكنني لم أفعل حتى الآن كنت أتعلل بحداثة سني واسخر من زميلاتي التي يشغل الحب جل أحاديثهم مناقضة تلك الفطرة ومعاندة مسار العمر فأردت أن تبقي بداخلي الطفلة علي أن تأخذ مني المرأة هذا السلام الداخلي ولذلك تعاملت مع غرام زياد وعلياء كفيلم سينمائي وكثيرا ما ارتسمت علي وجهي سعادة بلهاء وأنا أتابع حديثهم أو ألمح نظراتهم خلسة لم تكن متابعتي لهم بالمزعجة ..بل كانا يطلبان مني مصاحبتهما في بعض الأحيان حين تنشغل أخت علياء مع أصدقائها المقيمين في الإسكندرية كنت أنا من يذهب معهم لشراء بعض المستلزمات لغرفتهم المستقبلية ..هذا أن لم يتدخل مروان مفسدا خطتنا للفرار من المنزل لمجرد أن أدهم أعتذر عن الخروج معه أو أنه لا يود الخروج من المنزل

وكثيرا ما تكرر نفس السيناريو نتأهب للخروج فيعطلنا لأي سبب مثلما حدث عصر أحد الأيام
كنا علي وشك الخروج حين اعترضنا مروان لأن أدهم تأخر عليه وهو يريد الذهاب للشاطئ أقترح أن يصطحب زياد علياء وأختها رانيا لشراء ما يريدون ثم ينضموا إلينا علي الشاطئ
كان الاقتراح سخيف جدا بالنسبة لي فلماذا أذهب للشاطئ كي أراقب مروان وهو يسبح بينما أحرس أنا ملابسه كان دور سخيف أيضا خشيت حضور أدهم قبل أن يحضر زياد فوجود زياد كان يوفر لي نوعا من الحماية عكس سخرية مروان ومزاحة المستمر التي يمكن أن تزيد توتري..وخصوصا في وجود أدهم الذي انفر منه بشدة
لكنني أذعنت لطلب مروان حين طلب مني زياد أن أصطحبه وأنه لن يتأخر في العودة..
أستلقي مروان تحت الشمسية لمدة طويلة مما أثار جنوني انتظرت أن يفعل شيء أخر غير الاسترخاء ومراقبة الشاطئ لكنه لم يفعل .
- مروان
- نعم
- كان بإمكانك مراقبة الشاطئ من الشرفة
- طبعا الشرفة تطل علي الشاطئ
- مروان لا تثير جنوني ..كنت أريد الذهاب مع زياد وعلياء وأنت طلبت مني أنا آتي معك لأنك تريد إن تراقب الشاطئ ..كان سهلا عليك أن تفعل ذلك من الشرفة وتدعني أذهب
- هل أنت غاضبة لعدم ذهابك أو لأنك جالسه هنا معي؟؟
- أنا غاضبة لأنني لا أفهم لماذا تفعل ذلك ..هل يسعدك أفساد متعتي. ..هل يسعدك أن تحزنني؟؟!!

- أنا ولم يسعدني ذلك ؟؟ ...
- لا أعلم أنا من يسألك مروان.
طال صمت مروان وظننته يفكر في مبرر سخيف لأفعاله لكنه قام فجأة وألقي بقميصه وهرع نحو الماء ظللت أراقبه حتى أختفي عن عينيي
لكن ظل السؤال يحيرني لولا علمي بطيبة مروان لكنت تعاملت معه كشخص شرير وسخيف وتخليت عن حيرتي وتركت الأسئلة دون أجوبة كما هي

كنت أنظر في لا اتجاه وأفكر في لا إجابة حين زاد توتري بحضور أدهم ..لم تكن سمائي خالية لتحوم غيومه حولي كنت في العادة لا أتحدث معه وأتحاشى حتى رد السلام والآن لا مفر لي من محادثته فرددت سلامه وأنا أتحاشي النظر إليه وسألني عن مروان فأشرت نحو البحر ..فجلس في هدوء علي كرسي مروان وتعمدت أن لا اشعر بوجوده .. تصاعد توتري مع إحساسي بأنه يحاول أن يفتح أي حديث معي فكنت أرد علي أسئلته بإيماءة أو أشارة ..فأوقف محاولاته قبل أن يأتي بضربته القاسية
- سارة أعلم أنك لا ترحبين بوجودي أو وجود أمي ولا أدري هل لهذا علاقة بأول مرة التقينا فيها؟؟
- أي مرة تقصد ...ومن قال أنني أتضايق من وجودكما في الأصل..؟؟
- لم يقل أحد أي شيء..الأمر جلي لأي شخص ..أعرف أننا في بعض الأحيان نعتمد علي انطباعنا الأول لكن ...
لم أشأ أن أستمع إليه هذا ألأحمق ووددت لو أطبقت علي عنقه أو كتمت أنفاسه إذا كان يعرف أنني جرحت من رؤيته لي في هذا اليوم وأنا أبكي .لو كان ذكي لم يكن لينكأ جرحي ..أين زياد أو مروان ينقذاني من ذلك الغبي ..لكن شيء أخر أنقذني..و أرعبني حد الموت كان الشاطئ قد امتلأ بموجات بشرية تتدافع نحو المياه وصوت الكلمة الشهيرة التي تخلع القلوب (غريــق)...


تدافع كلينا في نفس الاتجاه.وحين وقع بصري علي المشهد المرعب تعالى صراخي باسم مروان ..فالشخصين اللذان يصارعا الأمواج كان أحدهما مروان تخيلت أن مروان يساعد الأخر لكن ذلك لم يهدئني كانت المرة الأولي التي اخشي علي احد الموت حد الموت فلقد أحسست بروحي تنسلخ من جسدي ولا أستعيدها إلا عندما أقترب مروان من الشاطئ حاملا الشخص الأخر يساعده بعض الشباب وما كاد ينفلت منه حتى أمسكت أنا به وأوشكت أظافري أن تخترق ذراعه فأخذ يهدئني لكنني لم أهدأ حتى رأيت زياد قادم فارتميت عليه كطفل وجد أباه فجأة وحاولت أن أشرح له ما حدث ..ولا بد أنه أنزعج بشدة فلقد ثار مروان وأخذ يعنفني وكأنني أجرمت وهددني أن أخبرت والديه بم حدث..لم أدري سبب ثورة مروان واعتقدت أنها ستماثل جميع ثوراته وسوف يأتي لي بقطعة حلوى وينتهي الأمر فصعدت لغرفتي أستريح وانتظرت مروان و الحلوى

لكنني لم أري مروان لمدة يومين حتى عند اجتماع العائلة أثناء وجبات الطعام وحين سألت عليه زوجة خالي أخبرتني أن أصدقائه حضروا من القاهرة وهو يقضي معهم معظم الوقت ..حاولت ألانشغال بالتنزه مع زياد وعلياء لكنى دوما كنت أفتقد حلوى مروان وثوراته ..وحين فاجأني خالي بإقامة حفل لعيد مولدي قبل أن يرحلوا برغم أن يوم مولدي يحل بعد أسبوعين... كان أكثر ما تمنيت هو حضور مروان حتى بعد معرفتي بمجيء أمي للحفل

كان الحفل ختاما مميزا لزيارة خالي وعائلته برغم حضور مروان لوقت قليل شعرت بأنه ليس غاضبا مني برغم أنه لم يشاركنا إطفاء الشمع ..ورحل بعد اتصال أحد أصدقائه...
غمرني الجميع برعايتهم وهداياهم بالطبع .حتى السيدة أمينة وأدهم أحضروا لي صورة تجمعني بجدتي في أطار فخم .كانت أجمل الهدايا حتى أنها أسعدتني أكثر من الحاسب الشخصي الذي أحضره لي خالي والخاتم الذهبي هدية زياد وعلياء .أسخف الهدايا كانت من أمي ..نعم لقد منحتني أمي مظروفا به مبلغ مالي ..لم أكن احتاج أن تمنحني مال وتنصرف مسرعة ألمني كثيرا تصرفها

قضينا معظم الليل في ترتيب الشقة وتنظيمها وفي الصباح الباكر عدنا جميعا إلي شقة جدتي ومعنا عائلة علياء .طلب مني زياد الاهتمام بدروسي وتعلم بعض دروس الفوتوشوب في وقت فراغي أذا كنت أنوي دراسة الجرافيك وقال أن أدهم سيساعدني وعلي أن أعتبره أخ لي..
كانت المرة الأولي التي يرحل عني أحد كنت دائما أرحل أنا وكان ما يشغلني دائما كيف سأستقبل مكاني الجديد وكيف يتلقاني .
لكني الآن يسكنني الحنين لأيام أوشكت أن تولى ..ودعت الجميع مع جدتي ومنحني مروان هدية ملفوفة بعناية ..ظننتها قالب حلوى لكنه أخبرني أنها هاتف خلويا وأول رقم مسجل به هو رقم هاتفه أن أردت يوما أن أحادثه أو احتاجت أي شيء فلا أتردد في الاتصال به


يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مــواسم المطــر ...(5) ..قوس المطر

عداء الطائرة الورقية