" فاتت جنبنا "

المرة الأولى التي استمتعت إلي هذه الأغنية كنت في السنة الخامسة الأبتدائية  في طريق عودتي إلي المنزل ، سحرتني الموسيقي جدا ، لم أكن أميل إلي صوت عبد الحليم منذ صغري ، لكنني كنت أفكر في كل جملة في هذه الأغنية وكأنني أمام مشهد تمثيلي ،، أرقص طربا أو أصمت حزنا ،، حتى إنني توقفت عند أحد الباعة لأستمع لأكثر من مقطع من الأغنية  متظاهرة بأنني أشاهد المعروضات لكن بعد فترة اكتشفت إن الصوت ينبعث من كل مذياع في الشارع الطويل  في تواطئ غريب ثم بدأ رذاذ مطر نهاية أكتوبر يكمل المشهد  ،،، وحين عدت إلي المنزل  سمعت خبر سعيد لا أذكره حقيقة الأن ،، ثم توالت مرات استماعي إلي هذه الأغنية التي ما تعمدت يوما إن أستمع إليها  وفي كل مرة كان يعقب ذلك خبر مفرح  
أخر مرة استمعت إليها كنت في زيارة لمدينة القاهرة العام الماضي ،، مكتبة البلد شارع محمد محمود  ، الغريبة إنني ذهبت إلي هذه المكتبة مصادفة لألتقي صديق سكندري كان في القاهرة مصادفة واتصل بي ليخبرني أنه في مكتبة البلد التى لا أعرفها ،، بعد المقابلة القصيرة انصرفت لألتقي صديقتى القادمة من خارج مصر لتعيدني لمكتبة البلد مرة أخرى ،، ونستمع إلي أغنية فاتت جنبنا  ونغني معها هذه المرة  وسط ضحكات الصديقات وشكوى زوار المكتبة ،، وأنا انصرف كنت أفكر ترى ما هو الخبر المفرح الذي سأسمعه قريبا ،، كنت لا أتمنى إن أستمع إلي لخبر واحد أردت خبر معينا عن  عمد  علي باب المكتبة تلفت نحو الكتب المعروضة ولفت انتباهي أخر نسخة من رواية قمر علي سمرقند  كنت قد بحثت عنها كثيرا في الأسكندرية ولم أجدها فاشتريتها دون تردد ،، كهدية  " لم تمس حتى الأن ولم تقرأ يقينا " وعدت حيث أقيم مع والدتي  وصوت عبد الحليم يتردد في أذني " أعرف منين إن الضحكة دي مش له هو " ،، وبقيت في انتظار الرد حتى الأن الذي لم يأتي أو آتي مقنعا و تظاهرت أنا بأنني لا أعرف القراءة 
الأسكندرية في 14 سبتمبر 2012 
استمع إلي فاتت جنبنا مصادفة في انتظار خبر مفرح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مــواسم المطــر ...(5) ..قوس المطر

عداء الطائرة الورقية